على ملعب "أولدترافورد"، تخطى مانشستر يونايتد ضيفه إنتر ميلان عن جدارة بعد أن كان تعادل معه ذهاباً صفر-صفر، وبقي في مساره نحو تحقيق خماسية نادرة في موسم واحد، إذ انه توّج بطلاً لأندية العالم في كانون الأول/ديسمبر الماضي بفوزه على ليغا دي كيتو الإكوادوري 1-صفر، ثم أحرز كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة بفوزه على توتنهام الأسبوع الماضي 1-صفر أيضاً وجرده من اللقب.
كما تأهل فريق "الشياطين الحمر" إلى نصف نهائي مسابقة كأس إنكلترا وهو يتجه بثبات نحو المحافظة على لقبه بطلاً للدوري المحلي لأنه يتصدر بفارق 7 نقاط عن كل من تشلسي وليفربول ويملك مباراة مؤجلة أيضاً.
وعزز مانشستر اليوم رقم المسابقة القياسي من حيث عدد المباريات دون هزيمة ورفعه إلى 21 مباراة بعد كان حطمه في مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل السلبي.
وكان مانشستر، الفائز باللقب في مناسبتين تحت التسمية الجديدة (1999 و2008) ومرة واحدة في الصيغة القديمة (1968)، تقاسم الرقم القياسي (19 مباراة دون هزيمة) مع بايرن ميونيخ (من الجولة الأخيرة للدور الثاني من موسم 2000-2001 حتى إياب الدور نصف النهائي لموسم 2001-2002) وأياكس أمستردام الهولندي (موسم 1994-1995 حتى ذهاب نصف نهائي موسم 1996-1997) في الجولة الأخيرة من منافسات الدور الأول اثر تعادله مع ألبورغ الدنمركي (2-2).
وتعود آخر هزيمة لفريق المدرب الاسكتلندي أليكس فيرغسون في المسابقة إلى أيار/مايو 2007 في نصف النهائي أمام ميلان الإيطالي (صفر-3)، كما حافظ على سجله المميز على ملعبه في هذه المسابقة إذ رفع عدد المباريات التي خاضها في "أولدترافورد" دون هزيمة إلى 20 (16 فوزاً و4 تعادلات)، علماً بان خسارته الأخيرة في قواعده كانت على يد ميلان أيضاً (صفر-1) في 23 شباط/فبراير 2005.
ونجح فيرغسون اليوم نسبياً في فك عقدته أمام مدرب إنتر ميلان البرتغالي جوزيه مورينيو وحقق فوزه الثاني فقط على الأخير في 14 مواجهة بينهما، منها 12 مباراة عندما كان البرتغالي يشرف على تدريب تشلسي.
في المقابل، فشل مورينيو في تكرار سيناريو 2004 عندما زار "أولدترافورد" لآخر مرة في مسابقة دوري الأبطال حيث قاد بورتو حينها للتعادل مع مانشستر 1-1 وكان ذلك كافياً لتأهل فريقه إلى ربع النهائي في طريقه للفوز باللقب.
وعانى إنتر دفاعياً في ظل غياب الثلاثي ماركو ماتيراتزي والروماني كريستيان تشيفو والأرجنتيني نيكولاس بورديسو للإصابة، ما اضطر مورينيو للاستعانة بالأرجنتيني الأخر والتر صامويل العائد مؤخراً من الإصابة والكولومبي إيفان كوردوبا، فيما اعتمد في المقدمة على السويدي زلاتان إبراهيموفيتش كرأس حربة ومن خلفه الشاب ماريو بالوتيلي، في الوقت الذي شارك فيه الفرنسي باتريك فييرا أساسياً بعد تعافيه من الإصابة مؤخراً.
في المقابل، خاض مانشستر يونايتد اللقاء بصفوف مكتملة وبدأ فيرغسون باعتماده على ثنائي الوسط المكون من المخضرمين الويلزي راين غيغز الذي أصبح ثالث أكثر اللاعبين مشاركة في هذه المسابقة (110 مباريات) خلف الإسباني راؤول غونزاليز (123) والبرازيلي روبرتو كارلوس (120) وأمام الإيطالي باولو مالديني (109)، ومن بول سكولز الذي يحتل المركز الخامس على اللائحة ذاتها (105).
واعتمد فيرغسون على البرتغالي كريستيانو رونالدو ومايكل كاريك في الوسط أيضاً وفي المقدمة على واين روني والبلغاري ديميتار برباتوف، فيما جلس الأرجنتيني كارلوس تيفيز على مقاعد الاحتياط.
وضغط مانشستر منذ البداية سعياً لتسجيل هدف يريح أعصاب جماهيره ونجح في مبتغاه وافتتح التسجيل منذ الدقيقة 4 عندما لعب غيغز ركلة ركنية من الجهة اليسرى ارتقى لها المدافع الصربي نيمانيا فيديتش وأودعها برأسه على يمين الحارس جوليو سيزار.
ثم غابت الفرص الحقيقية على المرميين وسط تسيد مانشستر للمباراة مع انطلاقات محدودة لإبراهيموفيتش حتى الدقيقة 29 عندما سنحت للسويدي الفرصة الأولى في اللقاء اثر ركلة حرة نفذها البرازيلي مايكون لكن رأسية لاعب أياكس ويوفنتوس سابقاً ارتدت من العارضة.
ثم شهدت المباراة مسلسلاً من الفرص للطرفين بدأها فريق مورينيو عندما أطلق الصربي ديان ستانكوفيتش كرة صاروخية رائعة من خارج المنطقة وتدخل الحارس الهولندي إدوين فان در سار ببراعة وحولها إلى خارج الملعب دون أن يحتسب الحكم ركلة ركنية (37).
ورد مانشستر بفرصة اخطر بعد دقيقة واحدة فقط عبر الإيرلندي جون أوشي اثر لعبة جماعية مميزة أنهاها برباتوف بتمريرة بينية متقنة للمدافع الإيرلندي لكن الأخير اصطدم ببراعة جوليو سيزار (38)، ثم تحول الخطر إلى الجهة المقابلة في مناسبتين الأولى عندما توغل إبراهيموفيتش في الجهة اليمنى قبل أن يسدد كرة أرضية قوية مرت قريبة جداً من القائم الأيمن (41)، والثانية حين أطلق مايكون كرة صاروخية من خارج المنطقة صدها فان در سار ببراعة (45).
وبدا إنتر عازماً على إدراك التعادل في بداية الشوط الثاني بعدما حصل على فرصة خطيرة بعد تسديدة قوية من بالوتيلي مرت بجوار القائم الأيسر (46) لكن سيناريو الشوط الأول تكرر في الثاني إذ نجح مانشستر في تسجيل هدف ثان في الدقيقة 49 بعد لعبة جماعية بدأها كاريك بتمريرة إلى واين روني على الجهة اليمنى فلعبها الأخير عرضية ارتقى لها رونالدو وأودعها برأسه شباك جوليو سيزار (49).
وحاول مورينينو أن يتدارك الموقف فزج بالبرازيلي أدريانو بدلاً من ستانكوفيتش، وكاد البرازيلي يهز شباك فان در سار في أول كرة له عندما لعب الأرجنتيني إيستيبان كامبياسو كرة عرضية من الجهة اليمنى إلى القائم البعيد فقابلها أدريانو بتسديدة مقصية ارتدت من القائم الأيمن (59).
ثم رد بفرصتين متتاليين لإطلاق رصاصة الرحمة على الضيف لكن جوليو سيزار وقف في وجه روني أولاً ثم برباتوف (64).