مباراة هيركوليس كشفت القصور في قائمة برشلونة

دفعت إدارة فريق برشلونة وجهازه الفني ثمنا ليس هينا للثقة المفرطة التي شابت السياسة المتبعة خلال سوق الانتقالات الصيفية الماضية بالتعرض لخسارة موجعة السبت في ملعب كامب نو أمام هيركوليس الصاعد حديثا للدرجة الأولى بهدفين في افتتاح الجولة الثانية من الدوري الإسباني.

وعكس اللقاء صورة واقعية للوضع داخل برشلونة حيث دق جرس إنذار للمدرب بيب جوارديولا من خطر غياب البديل الكفء للهيكل الأساسي للفريق الذي عمد إلى إراحة بعض أعمدته في بداية المباراة قبل أن يضطر للدفع بأهل الثقة في الشوط الثاني.

أراد جوارديولا أن يدخر جهد داني ألفيش وكارليس بويول وتشابي هرنانديز وبدرو رودريجز لمباراة باناثينايكوس اليوناني في دوري الأبطال الأوروبي الثلاثاء القادم ، مما دفعه إلى النظر لمقاعد البدلاء فتفطن حينها إلى أن قائمة برشلونة لا تضم أكثر من 19 لاعبا في ظل وجود ستة مقاعد شاغرة.

دفع جوارديولا بالبرازيلي أدريانو كوريا كظهير أيمن بدلا من ألفيش ، وفضل ألا يخاطر ببويول العائد من الإصابة فدفع بدلا منه بالظهير الأيسر الفرنسي إريك أبيدال كقلب دفاع وهو نفس المركز الذي اقترنت مشاركة اللاعب فيه مع منتخب بلاده بنتائج مخزية سواء في كأس أوروبا 2008 أو كأس العالم الأخيرة.

وفي الوسط ، تأكد لجوارديولا أن الوافد الأرجنتيني الجديد خافيير ماسكيرانو لا يتماشى مع أسلوب لعب برشلونة نظرا لالتزامه بالشق الدفاعي فقط ، بعكس الغائب سيرجيو بوسكيتس ، فضلا عن ميل اللاعب للخشونة التي كادت أن تكلفه إنذارين في 45 دقيقة فقط لعبها، قبل أن يحل محله تشابي.

أما الهجوم ، فإن رحيل زلاتان إبراموفيتش وتييري هنري دفعة واحدة والاكتفاء بديفيد فيا كرأس الحربة الوحيد في التشكيل الكتالوني يضع جوارديولا في مأزق حقيقي نظرا لأن البديلين بدرو وبويان كركيتش يلعبان في مركز المهاجم المساند وهو ما يدق ناقوس خطر إذا أصيب فيا.

ويلاحظ أيضا أن الثلاثي فيا وبويان وبدرو يتميز بقصر القامة ، وهو ما يعني أن الكرات العالية لن يكون لها معنى حقيقي في ظل غياب لاعب من طراز إبراموفيتش أو حتى سلفه الكاميروني صامويل إيتو ، مما يضطر المدافع جيرارد بيكيه إلى التقدم في بعض الأحيان لدعم الخط الأمامي.

الغريب في الأمر أن إدارة برشلونة أصرت على التخلص من لاعبين كان وجودهم سيخفف من الأزمة ، فقامت بإعارة المدافع الأوروجوائي الشاب مارتين كاسيريس إلى إشبيلية وفعلت الأمر ذاته مع صانع الألعاب البيلاروسي ألكساندر هليب بتحويله إلى برمنجهام.

وبدلا من استعادة الهداف البرازيلي الشاب كيريسون بعد انتهاء إعارته لدى بنفيكا وفيورنتينا ، تم مد الإعارة مع تحويل وجهة اللاعب إلى بلاده حيث التحق بصفوف سانتوس ، كما استمر مواطنه المدافع إنريكي مع راسينج سانتاندير.

وتقول الأرقام إن برشلونة ضم ثلاثة لاعبين فقط أثناء الصيف هم فيا وأدريانو وماسكيرانو بينما تخلى عن ثمانية ما بين بيع وإعارة لتعاني القائمة من نقص واضح مع امتداد الموسم بمسابقاته ، مما قد يستوجب تحركا لدى فتح باب الانتقالات الشتوية في يناير المقبل.