شهرزاد عضو جديد
عدد الرسائل : 19 العمر : 29 العمل/الترفيه : طالبه/مدلعه المزاج : عادى حالتك الاجتماعية : عازبة مزاجك : اعلام الدول : الهوايات : المهنة : نقاط : 51839 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: "الحاكم بأمر الله" .. المسجد الفاطمي البديع وشيعته البهرة الجمعة 17 سبتمبر 2010 - 2:06 | |
| في عام 380 هجريا – 990 ميلاديا بدأ الخليفة العزيز بالله بن المعز ثاني خلفاء الدولة الفاطمية في مصر في بناء جامع له , لكنه توفي قبل إتمام البناء فأكمله من بعده ابنه الحاكم بأمر الله , وأقيمت فيه أول صلاة للجمعة في السادس من شهر رمضان سنة 403 هجريا – 21 مارس 1013 م . ومن يومها والتصق الجامع باسم الحاكم بأمر الله إلي جانب أسماء أخرى كجامع "الخطبة" وجامع "الأنور" كما يقول المقريزي في كتابه "الخطط" .
كان الجامع في بدايته يقع خارج أسوار مدينة القاهرة التي بناها القائد جوهر الصقلي من الطوب اللبن, لكن بعد 80 عاما وفي عهد الخليفة المستنصر قام الوزير بدر الدين الجمالي سنة 485 هجريا بإعادة بناء سور القاهرة من الحجر لتقويته وتوسيع العاصمة بعد أن سكن فيها هو وجنوده .
ومع هذه التوسعة دخل جامع الحاكم بأمر الله إلي العاصمة التي أصبحت مدينة دفاعية مسورة قادرة على صد هجمات أعداء الدولة الفاطمية . وقد بقيت إلي اليوم أجزاء من هذا السور وبعض أبوابه الشهيرة مثل: باب النصر , وباب الفتوح وباب زويلة .
ستارة خلفها الشيعة البهرة وجامع الحاكم هو ثاني جامع بناه الفاطميون في مصر بعد جامع الأزهر والذي كان يعرف باسم جامع القاهرة، كما تعد مئذنة الجامع أقدم أثر باق من القاهرة الفاطمية حتى الآن .
أما الحاكم بأمر الله فقد كان من الشخصيات الغامضة التي نسُجت حولها العديد من الأساطير, فلم يختلف الناس علي حاكم مثلما اختلفوا على هذا الحاكم.. وقد انتقل هذا الغموض إلي مسجده الذي قلما نجد له نظير في أي مكان آخر بالعالم الإسلامي؛ فمثلا يختلف هذا الجامع عن غيره بمآذنه المبنية من الحجر ، حتى رواد الجامع تجد بينهم المنتسبين لطائفة الشيعة البهرة, وهي طائفة منغلقة على نفسها , لا يتحدث أفرادها في أمور الدين إلي غيرهم من الناس العاديين.
ولتصل إلي جامع الحاكم عليك بعبور بوابة الفتوح , وفور الولوج بداخلها تنتقل إلي عالم آخر .. وتسافر عبر الزمن لتعيش في القاهرة الفاطمية. من شارع المعز مئذنة الحاكم تسرق عيون المارة من الخارج يبدو مدخل جامع الحاكم منفردا بميزة معمارية؛ حيث يبرز عن حائط الواجهة الغربية بمقدار 6 أمتار وعرض 15.5 متر , وتحليه نقوش هندسية ونباتية, ويعلوه عقد مدبب , ويعد هذه المدخل هو الباب الرئيسي للمسجد الآن.
من الداخل يشبه جامع الحاكم جامع أحمد بن طولون , فهو عبارة عن صحن مكشوف تحيط به الأروقة من الجهات الأربع , لكن ليست كل الأروقة مهيأة للصلاة , فقط رواق القبلة هو المفروش بالسجاد الأخضر.. الجو الروحاني يلف المكان كله .. هدوء وسكينة تتسرب إلي نفسك فور أن تخطو إلي داخل الجامع الحاكم .. الهواء بدخله رطب منعش رغم عدم وجود أي مراوح في سقف المسجد .. كما ينتشر الحمام في كل أركان الجامع , وقد ا تخذ من شبابيك الجامع سكنا آمنا .
رواق القبلة هو أكبر أروقة الجامع من ناحية المساحة حيث يشتمل على خمسة صفوف من العقود المحمولة على أكتاف مستطيلة القطاع , بينما يشتمل كلا من الرواقين الجانبيين على ثلاثة صفوف أما الرواق المقابل لرواق القبلة والذي يتواجد فيه باب الجامع فيقتصر على صفين فقط من الأعمدة .
عندما تجول ببصرك في رواق القبلة تبدو لك التفرقة بين طائفة البهرة الشيعة وباقي المصلين , فهناك ستارة عن يسار المحراب تمتد عرضيا لتعزل أكثر من ثلث الرواق عن باقي الجامع .. في هذا المكان تتواجد طائفة البهرة الشيعية يؤدون صلاتهم رجال ونساء سويا .. ويحرصون على عدم الاختلاط بغيرهم من المصلين.. لاحظت أيضا أن أنوار المسجد كلها كانت مطفأة , فنحن في منتصف النهار , باستثناء أنوار المكان الذي يتواجد فيه البهرة .
محراب الجامع يقول البهرة أن الحاكم يختفي خلفه صليت صلاة الظهر في محراب المسجد الذي يعتقد الشيعة البهرة أن الحاكم بأمر الله يختفي خلفه, وفي يوم سيخرج منه لذلك فهم ينتظرون ظهوره .. الجزء السفلي من المحراب خال من النقوش , بينما الجزء العلوي غني بنقوش ذات لون ذهبي , وهو نفس اللون الذي يغطي نقوش القبة التي تعلو المحراب , وفي هذه القبة وجدت كتابة تأخذ شكل النجمة لكنني لم أستطع قراءتها.
ويعد رواق القبلة أكثر مكان احتفظ بباقي المسجد القديم , حيث توجد كتابات كوفية في الجص أسفل سقف المسجد.
صحن الجامع تبلغ مساحته 78 متر في 66 متر , لذلك يعد جامع الحاكم ثاني جوامع مصر من ناحية المساحة بعد جامع بن طولون. في الجانب الشمالي من الصحن تقف ميضأة صغيرة , يعتقد الشيعة البهرة أن جدهم مدفون في البئر الذي تقف عليه هذه الميضأة لذلك فهم يحرصون على الوضوء من مائها ويقولون بأنه ماء مقدس يشفي من جميع الأمراض. داخل الميضأة يوجد قنديل يحمل الآية القرآنية "نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء". رفعت الغطاء الذي يعلو بئر الميضأة , فوجدت سلما حديديا ينزل لأسفل وموتور كهربائي لسحب المياه التي كانت تبدو على مسافة قريبة. أدرت زر تشغيل الموتور وتوضأت من الماء الذي كان باردا منعشا في هذا الجو القائظ .
وفي أقصي ركني المسجد ومقابل المئذنتين تماما يتواجد ما يشبه النافورة , حوض صغير الحجم, وجدت الأول ملئ بالمياه والثاني فارغ .
الميضأة وصلنا الآن في جولتنا إلي مآذن الحاكم ؛ وهما أسطورة المسجد بحق ، وقد بنيتا من الطوب الحجر, ويعدان أقدم أثر باق حتى الآن في القاهرة الفاطمية. مئذنة الحاكم
كانت المآذن الأصلية مختلفة عن بعضها البعض في الشكل والزخارف ؛ فالمئذنة الشمالية بنيت على شكل أسطواني يستدق كلما اتجهنا إلى أعلى ، ويعلو ذلك قمة على طراز المبخرة . ويبلغ ارتفاعها 33.70 متر , وتحمل نقوش وكتابات إسلامية وصفت بأنها أجمل ما صنعه الفن الإسلامي.
أما المئذنة الجنوبية فيبلغ ارتفاعها 24.60 م , ويبلغ طول ضلع قاعدتها 7.25 متر وارتفاعها 13.90 م , وقاعدتها تبدأ مستطيلة ثم تنتهي مثمنة . ونقوشها تختلف تماما عن نقوش المئذنة الشمالية .
[img]http://moheet.com/image/70/225-300/707774.jpg[/]
imgمئذنة الحاكم ويقول المقريزي أن الحاكم أمر ببناء حوائط خارجية للمئذنتين في عام 1010 ميلاديا, أي أنه بني مئذنة خارجية لتحيط بالمئذنة الداخلية ؛ وقد ساعد ذلك على حمايتهما من الزلازل وإعطائهما الشكل الغير عادي الذي نراه الآن . ومن الصعب تعليل أسباب تزويد المآذن بأركان , فيري البعض أنه كانت هناك حاجة إلي لتدعيم جسم المآذن بأركان , في حين يري البعض الآخر أنها كانت مجرد نزوة من نزوات الحاكم بأمر الله.
وكانت المئذنتان قد تأثرتا جراء زلزال وقع عام 702هـ - 1302م وقعت على أثره أعالي المئذنتين , فأمر السلطان الناصر محمد الأمير بيبرس الجاشنكير بالإشراف على أعمال تجديد ما تهدم من المسجد , وهو ما تم بالفعل في العام التالي مباشرة , لكن الأمير بيبرس لم يعيد بناء المآذن إلي شكلها السابق قبل الزلزال . كما أمر السلطان حسن بعمل تجديدات في المسجد , لكن ذلك لم يمنع يد الزمن من أن تمتد إليه , حيث أهمل لفترات طويلة , وتحول في فترة إلي مخزن للتجار القاطنين في منطقة باب الفتوح
جامع الحاكم بمصر قديما وفي عصر الرئيس السادات طلب سلطان الشيعة البهرة محمد برهان الدين الثاني والخمسين تجديد المسجد , ومنذ ذلك الوقت وتقوم الطائفة برعاية المسجد الذي يخضع لإشراف وزارة الأوقاف.
وعند دخولي الجامع تصادف خروج جماعة من الشيعة البهرة.. ملامحهم هندية و باكستانية .. ملابسهم مميزة ؛ جلباب قصير وبنطلون وصديري وطاقية مشغولة يدويا. ومنذ تجديدهم لجامع الحاكم توافد أفراد هذه الطائفة على مصر بالآلاف , وبمرور الوقت قاموا بشراء أراض ومحلات تجارية محاطة بالمسجد بأسعار مرتفعة ، وتغض السلطات في مصر الطرف عنهم باعتبار أنهم لا يمثلون خطرا سياسيا وأمنيا على الدولة .
والاعتقاد السائد أن البهرة ينتمون في الأصل إلي الفاطميين الشيعة الذين كانوا في مصر أثناء عصر الدولة الفاطمية , ومع نهاية دولتهم هاجروا من مصر , وانتقلوا من بلد إلي بلد حتى استقروا في الهند. ولفظة "البهرة" هندية وتعني التاجر. وهم يعتقدون أن للإسلام سبع دعائم لا يكون الإنسان مسلما إلا بها ، وهي : الولاية والطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد .
بعض الشيعة البهرة خارجين من المسجد | |
|