فاروق حسني
القاهرة: أشاد وزير الثقافة المصري فاروق حسني بما تم تنفيذه بمجال الثقافة في عهد الرئيس محمد حسني مبارك وقال انه كان بمثابة الحلم، مستبعدا إمكانية إخفاء لوحة "زهرة الخشخاش" التي تقدر بـ 50 مليون دولار وتم الإعلان عن سرقتها منذ أسابيع .
وفي مقابلة مع برنامج "حديث المدينة" الذي يقدمه الإعلامي مفيد فوزي وبثته القناة الأولى بالتليفزيون المصري مساء الجمعة قال حسني انه يستبعد إمكانية إخفاء لوحة "زهرة الخشخاش"، أو بيعها نظرا لشهرتها العالمية، مؤكدا أنه عمل غير قابل للإخفاء، سواء كان داخل مصر أو خارجها.
وقال إن اللوحة تعرضت للسرقة مرتين قبل المرة الأخيرة، لافتا إلى أن المرة الأولى كانت في أواخر الستينيات على يد أحد طلاب كلية الفنون الجميلة، كما أنه تم سرقتها عام 1977، حيث تم إعادتها في 1978، مشيرا إلى أن حوادث السرقات في المتاحف تقع نتيجة إهمال العنصر البشري الذي لا يهتم بعمله، وإلى تقصير القائمين على المتاحف في اصطحاب الزوار أثناء وجودهم في المتاحف.
وقال إنه لأول مرة يهتم رئيس دولة، سواء كان ملكا أو رئيسا بالثقافة، كما يهتم الرئيس مبارك، وأن اهتمام مبارك بالثقافة يعد الأول من نوعه وأن موقع مصر الثقافي يضاهي الدول الكبرى والمتقدمة ثقافيّا.
وأضاف فاروق حسني أن ما تم إنجازه يعد شيئا كبيرا، مشيرا إلى جهد الرئيس مبارك في تفعيل أهم مشروع ثقافي يتم في مصر، وهو إنشاء المكتبات العامة ومكتبة الإسكندرية وتطوير دار الكتب المصرية.
وكانت وزارة الثقافة أعلنت 21 أغسطس عن سرقة اللوحة من خلال بيان رسمي وزعه مكتب وزير الثقافة فاروق حسني ، وجاء فيه أن لوحة زهرة الخشخاش كانت موجودة في صباح السبت، ولكن الموظفين لاحظوا فقدانها عند الإغلاق بعد الظهر، موضحا أن اللصوص لجأوا إلى استخدام مشرط لقطع اللوحة من الإطار المحيط بها.
وفور وقوع حادث السرقة ، أصدر فاروق حسني قرارا عاجلا بإجراء تحقيق إداري مع كل المسئولين بالمتحف ومع قيادات قطاع الفنون التشكيلية بالوزارة ، هذا فيما اعلنت حالة الطوارئ في مطار القاهرة الدولي ، مع فرض الإجراءات المشددة على الركاب المسافرين إلى الخارج لمنع محاولات تهريب اللوحة التي تم سرقتها وتقدر قيمتها بخمسين مليون دولار.
وتم زيادة التواجد الأمني على منافذ السفر وتوسيع عمليات الاشتباه والتفتيش اليدوي بالتعاون مع رجال وحدة المضبوطات الأثرية بالمطار مع عدم استثناء أحد من عمليات التفتيش سواء في صالة كبار الزوار أو صالة رقم أربعة المخصصة لطائرات الخاصة إلى جانب وضع بعض الأسماء المشبوهة على قوائم الجوازات من أجل تشديد فحصهم لمنع أية محاولات تحايل لتهريب اللوحة.
ويضم متحف محمد محمود خليل مجموعة من أهم مجموعات الأعمال الفنية الأوروبية في القرنين التاسع عشر والعشرين جمعها السياسي الراحل محمد محمود خليل الذي توفي عام 1953 بينها أعمال للفنانين الفرنسيين بول جوجان وكلود مونيه وادوار مانيه ورنوار فضلا عن الفنان الهولندي العالمي فان جوخ .
وخلال العقود الثلاث الماضية تكررت عمليات سرقة أعمال فنية من متاحف مصرية بسبب اهمال تأمينها من بينها لوحتان للتشكيلي المصري حامد ندا (1924-1990) وسرقتا من دار الاوبرا بالقاهرة في سبتمبر أيلول 2008 عن طريق موظف ولكن التشكيلي المصري هشام قنديل مدير أتيليه جدة للفنون التشكيلية في السعودية أعادهما بعد علمه بخبر السرقة.
كما سرقت تسع لوحات أثرية ترجع لعصر أسرة محمد على (1805-1952) في مارس/ اذار 2009 من قصر محمد علي في منطقة شبرا الخيمة بشمال القاهرة ثم عثر عليها بعد عشرة أيام .